====سورة آل عمران=====
تولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٢٧﴾
======تفسير الجلالين======
«تولج» تدخل «الليل في النهار وتولج النهار» تدخله «في الليل» فيزيد كل منهما مما نقص من الآخر «وتخرج الحيَّ من الميت» كالإنسان والطائر من النطفة والبيضة «وتخرج الميت» كالنطفة والبيضة «من الحي وترزق من تشاء بغير حساب» أي رزقا واسعا. (٢٧)
=====التفسير المصاحب======
ومن دلائل قدرتك أنك تُدخل الليل في النهار, وتُدخل النهار في الليل, فيطول هذا ويقصر ذاك, وتُخرج الحي من الميت الذي لا حياة فيه, كإخراج الزرع من الحب, والمؤمن من الكافر, وتُخرج الميت من الحي كإخراج البيض من الدجاج, وترزق من تشاء مَن خلقك بغير حساب.
======الملاحظات=======
نحن نلاحظ امرا مهما في مسألة التفسير وهو أنه تفسيرا قديما والمفسرين فسراه حسب مالديهم من معلومات متوفرة في وقتهما ولو جئنا بهما في هذا الوقت لما فسرا بهذا الشكل وكما قلنا أن ما يحتاج إلى إجتهاد المفسر حسب مايراه هو المتشابه من القول وما يخضع للتأويل وهنا نحن نراهما يختلفان عندما تطلب الأمر الإجتهاد ورغم أن الحيوانات المنوية تعتبر كائنات حية فكل ما يتحرك من العضويات حسب علم الأحياء يعتبر كائنا حيا ثم النبات يعتبر كائنا حيا لكنه يتصف بصفة خاصة وهي النمو والتغير بخروج الثمر وزيادة الحجم وسقوط الأوراق وهذا تفسيرا ناقصا بالنسبة للنبات فمسألة النسبية لم تذكر لكن العلم الحديث اضاف الحركة للنبات وادخل النسبية في هذا وهو كلام صحيح رغم إعتراض بعضهم بحجة أن الحركة أنواع منها الإنتقال بكامل الجسم من مكان الى آخر دون الإعتماد على وسيلة وهم يرون أن تمدد بعض النباتات عبارة عن نمو وليس حركة والنباتات التي تعيش على سطوح المياه النهرية والبحرية دون أن تلتصق جذورها بشيء أي تكون حرة وتنتقل عبر الماء هي تعتمد على وسيلة مساعدة للإنتقال ولا تنتقل بنفسها وأنا إورد هذا الخلاف حتى لايظن البعض أنني استغفلهم بجانب من الحقيقة دون ذكر الجانب المخالف لها لكنني مع من يرى أن احد أنواع الحركة الإنتقال من مكان الى آخر ولا يشترط إنتقال كامل الجسم فالهدف هو الوصول الى مكان آخر ونقصد بالنسبية هو الفارق بالسرعة بالحركة فالإنسان يقيس الحركة على قياسه هو لكنه ادرك انه على خطأ فهناك نوع من العضيات عندما تمشي فهي تحتاج الى فترة تصل الى عدة دقائق لتحرك احد اطرافها كذلك بعض النباتات المتسلقة التي بعكس بقية النباتات حيث تتسلق الشجر الإخرى بمعدل متر باليوم الواحد وهي اسرع من العضية المنتمية للحيوان وهذا كلام تمهيدي ، إذن البيض كائن لايقال عنه حي ولا ميت فهو في حالة تكون لهذا فهو لايصلح للتشبيه بسبب الخلاف بين علماء الأحياء ويطول الحديث عن هذا لكن المفسر الثاني قال: (المؤمن من الكافر ) وهذا كلام غريب لإنه لم يذكر مبررا لقوله ولم يستدل بدليل يعتبر الكافر الذي على قيد الحياة إنسان ميت لكننا لسنا ملزمين بما يراه فهو مجرد بشرا مجتهدا لا غير ، كذلك كلام رب العباد في هذا السياق كان كلاما علميا يخضع للمنطق ولا يشترط توافقه مع العقل فالمخ لدى الإنسان فيه جزء للعقل وجزء للمنطق فما كان يحتاج للتحليل المنطقي يتكفل به جزء المنطق والعقل يتكفل بما يخصه لذا كان تفسيرهما لم يكن بالمستوى المطلوب بسبب قلة المصادر العلمية كما هي في هذا الوقت ولا يلامان بذلك فمن يجتهد يجب أن لايلام ، ونحن لا نزال نواجه مشكلة الإسترسال بالتفسير من قبل بعض المفسرين الحديثين ولا نريد ذكر أسماء لكنهم معروفين وبعضهم مشهورين ونحن نقصد بالإسترسال عدم التوقف عند الآيات التي تحمل إعجازا وكلاما يحتاج للمعالجة المنطقية فعلى سبيل المثال : إنكار الكفار للبعث عند ما قالوا
. وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴿الإسراء: ٤٩﴾- وهذه من ابسط التفكير المنطقي فلوا كانوا يفكرون بشكل منطقي لما أنكروا البعث والسبب بسيط فمن خلقهم أول مرة أليس قادرا على خلقهم مرة ثانية فلماذا لايستطيع خلقهم مرة ثانية ، إذن كلامهم لايتفق مع المنطق ولم يحكموا عقولهم منطقيا بل أنكروا وكان الهوى والكيد هو المسيطر على عقولهم ، ونسوق هذا القول لأن من يسترسل بالتفسير يمر بالآيات التي تحتاج وقفة ومراجعة وتحليلا منطقيا حتى تفهم بشكل صحيح دون أن يقف ويضع لها جانبا من التفسير لإيضاحها لكن الكثير منهم مع الأسف لايفعلون بل يعتمدون على من سبقهم فهل يعقل أن نضل نأخذ ممن سبقونا نقلا بدون عقل أم خوفهم من الوقوع بالخطأ فلماذا من سبقنا لم يخف من الخطأ ووكل أمره الى الله وإجتهد وحسابه عند ربه بحسب نيته ، وربما تتسآلون لماذا قلت كل هذا الكلام الطويل ؟ ..... وأقول إن أعز شيء لدينا نحن المسلمين هو كلام رب العالمين فنحن نحب ترديده وسماعه وهو تشريعنا وقوتنا وعزتنا وفخرنا ولا نحيد عما فيه ابدأ فهل نستهين به بالتفسير هذا كلام لايعقل ولا يقوله مسلم ومن يفسرونه لدنيا يصيبونها او جاه او منصبا خاسرون خسرانا عظيما ويحز بالنفس تفسير بعض المفسرين بطريقة الإرتجال فتؤخذ أقوالهم كمسلمات لا تقبل الجدل وهم أبعد ما يكونون عن ذلك لكن الناس إتبعوهم إعتقادا أنهم على صواب بسبب شهرتهم وظهورهم بوسائل الإعلام مما نفى عنهم الشبهات ودون أن يجرؤ احد على تفنيد ما يقولون لمكانتهم بين الناس ورغم علم بعض العلماء أن إولائك ليسوا على صواب إلا أنهم تحاشوا الدخول معهم في جدال حول ما زعموا عدى بعض ما يقولونه بمجالسهم على إستحياء فهل كلام رب العالمين لا تراق من أجله الدماء إذن نحن في خسران على هذه الحال.
====إنتهت الملاحظات======
نحن نتحاشى ذكر كلمة إيلاج لما إكتسبته لصفة معروفة لدينا لذا حرمنا من إستعمالها كمفردة لغوية جميلة إلا في أضيق الحدود وهذا خطأ يقابلها إدخال وهي أيضا تستعمل إضطرارا ولا نكثر إستعمالها وهذا خطأ آخر ، والله سبحانه يضرب الأمثال لقوم يعقلون وهم من يتبصرون وليس كل إنسان سوي له صفة التبصر والعقلانية التحليلية حتى وإن قيل عنه انسان سوي ولو تساوى الناس بهذه الصفة ما وصفهم الله بها والقرآن إنزل لجميع البشر لكن البشر مختلفون في قدراتهم من حيث الإدراك فمن إدراكه أقل يعتمد على من هو اقدر منه ولكن هناك من يغلب عليه الهوى والكيد رغم أنه يمتلك القدرة على التحليل والتفكير السليم لكن النفس امارة بالسوء والشيطان يغلب على عقول بعضهم فيتبعونه لما حبب لهم من زينة المعاصي والحيد عن الحق فيغفلون عقولهم ويتبعون اهوائهم فينكرون الحق ويقرون الباطل ولو تبصر كل ذي بصيرة بقول الخالق وذكره لمعجزاته وضربه الأمثال فنظروا لهذا القول واخذوه من كل جوانبه وحكموا عقولهم ومنطقهم لمعرفة الخطأ والصواب لوجدوا أن كلام الله سبحانه وتعالى كله هو الصواب والحق ولأسلم من على وجه الأرض ولكن حكمة الله شائت أن يكون هناك المسلم والكافر وليس دفعا من الله مباشرة فالله عندما خلق البشر اعطاهم حرية الإختيار بين الشر والخير فهداه النجدين حيث اعطاه الحرية بالإختيار بين هذين الطريقين حتى لا تكون للناس حجة على الله وعندما جاء العلم الحديث أثبت الكثير من المعجزات في القرآن والتي كان من سبقونا يجهلونها ولم يستطيعوا تفسيرها واكتفوا بالقول الله اعلم لكننا ادركناها فمن كان إيمانه ضعيف إزداد وقوي إيمانه ومن غلب عليه الشيطان ضل ضلالا بعيدا واستعمل العلم الحديث للتفنيد لكنه خرج مغلوبا لأن العلم يتقدم فيأتي بالمزيد من الإعجاز العلمي فقرر بعضهم الرجوع للحق فصار لهم من الظهور والإحترام ما جعلهم يخجلون لفعلهم السابق فصاروا ممن يتكلمون عن الإعجاز العلمي في القرآن وصار همهم إثبات صحة ما ورد في القرآن إعتقادا منهم أن المسلمين توقفوا عن الصلاة والصيام بإنتظار نتيجة بحثهم وهذا ما يثير الضحك من هؤلاء فما الداعي أن تتطوعوا لتثبتوا صحة الإعجاز العلمي في القرآن وقد كذبتم سابقا . إلا يكفي أنكم رجعتم الى الحق فهل تريدون ركوب الموجة مقبلة مدبرة إنه أمر غريب ، إذن أنتم مجرد مجادلون بالكفر والإسلام وكل مقصدكم هو التميز بإي صفة تكون وحسابهم عند ربهم ومن في قلبه ذرة من إيمان لا يجرؤا أن يشكك فكيف بمن يرتد ثم لايخجل أن يتطوع للدفاع عن الإسلام ظنا منه أن الإسلام لايستقيم إلا به حمانا الله وإياكم .
اللهم إحمنا من الشرك والظن السيء وإجعلنا من عبادك الصائمين القائمين وادخلنا ووالدينا جنتك ونعيمك.