=====سورة الانسان======
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿٨﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ﴿٩﴾ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴿١٠﴾ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴿١١﴾
=====تفسير الجلالين=====
«ويطعمون الطعام على حبه» أي الطعام وشهوتهم له «مسكينا» فقيرا «ويتيما» لا أب له «وأسيرا» يعني المحبوس بحق. (٨) «إنما نطعمكم لوجه الله» لطلب ثوابه «لا نريد منكم جزاء ولا شكورا» شكرا فيه علة الإطعام وهل تكلموا بذلك أو علمه الله منهم فأثنى عليهم به، قولان. (٩) «إنا نخاف من ربنا يوما عبوْسا» تكلح الوجوه فيه أي كريه المنظر لشدته «قمطريرا» شديدا في ذلك. (١٠) «فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم» أعطاهم «نضرة» حسنا وإضاءة في وجوههم «وسرورا». (١١)
=====التفسير المصاحب=====
ويُطْعِمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه, فقيرًا عاجزًا عن الكسب لا يملك من حطام الدنيا شيئًا, وطفلا مات أبوه ولا مال له, وأسيرًا أُسر في الحرب من المشركين وغيرهم, ويقولون في أنفسهم: إنما نحسن إليكم ابتغاء مرضاة الله, وطلب ثوابه, لا نبتغي عوضًا ولا نقصد حمدًا ولا ثناءً منكم. إنا نخاف من ربنا يومًا شديدًا تَعْبِس فيه الوجوه, وتتقطَّبُ الجباه مِن فظاعة أمره وشدة هوله.فوقاهم الله من شدائد ذلك اليوم, وأعطاهم حسنًا ونورًا في وجوههم,
=====الملاحظات=====
نحن نلاحظ إجتهاد المفسرين كل حسب رؤيته فهذه مسئلة إجتهادية فقد حاولا تفسير كلمة قمطريرا دون أن يوضحا فهذا اليوم هو يوم الحشر العظيم لكنهما لم يقولا ذلك وتركاه مبهما ليس لعدم معرفة هل هو يوم القيامة ام في الدنيا وربما انهما إعتقدا أن المتلقي على معرفة وإدراك كما هما وهذا غير صحيح فوجب أن يوضحا ذلك ونعيد القول أنهما يختلفان في ما يحتاج الى إجتهاد دائما فكل يقول ما يراه ويعتقده.
====إنتهت الملاحظات====
إن السرور بعكس الإكتئآب والضيق والحزن والهم ونحن نعلم أن السرور يعني مرور الوقت دون أن يحس الإنسان بمرور الوقت ولكن المفسرين لم يعيرا إهتمام لهذه المسألة وهي من أهم المسآئل فمن قدر له الخلود بالجنة إذا كان يعيش زمنا لاينتهي يجب أن لايصاب بالملل والله احكم الحاكمين أشار لذلك بوضوح في مواضع عديدة لكن هذه المسألة قد يمر عليها المفسر دون أن ينتبه لها بقدرها الحقيقي فحتى لو كان الإنسان يعيش في مكان في الدنيا يتوفر به ما لذ وطاب وكل سبل الترفيه والراحة متوفرة فإنه على طول الزمن سيمل لإنه يمتلك الإكتأب والسرور لكن في الجنة لا مكان للإكتآب بل للسرور الدائم وهذه مسألة علمية معروفة لدى علماء النفس فهم يعالجون مرضى الإكتآب بمضادات الإكتآب وهذه الكلمة وإيرادها مقترنة بالجنة دليل إعجاز الخالق وحكمته فهي في زمن من سبقونا لم تكن ذات أهمية حتى أتى العلم الحديث الذي خصص لها علما مستقلا فعرفنا أن القرآن سبقهم بذلك رغم أنها في السابقين الأولين لم تكن تعتبر إعجازا لكننا في عصرنا هذا نعلم انها إعجاز رباني ، ومن يتفكر بالقرآن سيجد أشياء كثيرة قد تكون كلمة واحدة فقط وقد تكون آية .
اللهم ادخلنا ووالدينا جنتك ونعيمك الذي لايزول